أحداث معركة وادي الصفراء

أحداث معركة وادي الصفراء

أحداث معركة وادي الصفراء والتي تُعد من أبرز المعارك في التاريخ السعودي، ونظرًا لما ترتب على هذه المعركة من نتائج وأحداث هذه المعركة التي خاضتها القوات السعودية، ضد القوات العثمانية وحول هذه أحداث معركة وادي الصفراء، سنتطرق عبر هذا المقال المقدم من “ثمانية الإخباري”، كما سنبين خلال الأسطر القادمة كافة المعلومات والبيانات المتاحة عن تلك المعركة.

ما هو موقع وادي الصفراء

قبل أن نتطرق لأحداث معركة وادي الصفراء، يجب أن نبين لقراء موقعنا أين يقع وادي الصفراء تحديدًا في المملكة، وادي الصفراء هو أحد الأودية الكبرى المنتشرة في المملكة العربية السعودية، ويبلغ طول الوادي بشكل تقريبي حوالي 120 كليو متر مربع، ويقع ما بين المدينة المنورة وينبُع، بين سلسلة جبال السروات من ناحية الغرب، ويبدأ وادي الصفراء من منطقة الفريش وتعتبر هذا الوادي واحدة من المناطق العسكرية المميزة في المملكة؛ وذلك لارتفاع الجبال المحيطة بالوادي مما يجعل الوادي منطقة حصينة، وتم إطلاق اسم معركة وادي الصفراء نتيجة لوقوع أحدث المعركة بين جنبات هذا الوادي وسنسرد الأحدث بشكل تفصيلي لاحقًا.

أحداث معركة وادي الصفراء

وتبدأ أحداث معركة وادي الصفراء في عام 1812 م، بين القوات العثمانية بقيادة الأمير عبد الله بن سعود، وبين القوات العثمانية الخاصة بولاية مصر بقيادة طوسون باشا، حيث بدأت الأحدث بزحف قوات طوسون باشا والدولة العثمانية تجاه وادي الصفراء الذي يقع بين المدينة المنورة وينبع، وذلك في قوة يبلغ تعدادها قرابة ثمانية آلاف جندي وفي بعض الروايات أن عدد الجنود بلغ أربعة عشر ألف جندي، وحينما علم الأمير عبد الله بن سعود بنبأ تقدم قوات الدولة العثمانية بقيادة طوسون باشا، بدأ الأمير السعودي بحشد القوات السعودية من كافة أنحاء المملكة وقدرت القوات السعودية آنذاك بحوالي عشرة آلاف جندي منهم ثمانمائة جندي من الفرسان، وقد سلك الجيش التركي طريق القوافل من ناحية ينبع بتجاه الوادي، وكان الجيش السعودي معسكرًا في الوادي وتقابل الجيشان بقواتهم الرئيسية في وادي الصفراء، ودرات بينهم معركة ضروس تقاتل فيها الجيشان بمختلف الأسلحة.

حيث قامت قوات الأمير عبد الله بن سعود وأهل بيشة وقحطان بحفر خندق في مضيق الوادي، وأمر القوات بنزول الجيش فيه وقسم القوات إلى قسمين، أهل نجد بقيادة الأمير عبد الله بن سعود، وقوات أهل الحجاز بقيادة عثمان بن عبد الرحمن المضايفي، والذي تمركز بقوات فوق الجبل الواقع على الخندق الذي تم حفره، وعندما بدأت القوات العثمانية بقيادة طوسون بالظهور وعند نصب خيامهم في الوادي قامت قوات أهل الحجاز بقيادة عثمان بن عبد الرحمن بالهجوم عليهم من أعلى الجبل، وعندما تقهقرت القوات العثمانية لأسفل الوادي اندفعت نحوهم القوات السعودية المرابطة في الوادي بقيادة الأمير عبد الله بن سعود، ظهر تفوق القوات السعودية على القوات العثمانية الذين تفرقوا في الوادي وهربوا بتجاه سفنهم على الساحل، بعد أن قتل منهم حوالي 5 آلاف جندي مقابل ستمائة من القوات السعودية وذلك في يناير من عام 1812 م.[1]

خطة معركة وادي الصفراء

روت العديد من المصادر والروايات التاريخية خطة معركة وادي الصفراء وكانت أبرز تلك الروايات ما يلي:

روى عبدالرحمن بن حسن، ابن الشيخ محمد بن عبدالوهاب في رسالته: المقامات، المنشورة في كتاب الدرر السنية أحداث تلك الحرب التي حضرها:

“أنه عندما سقطت ينبع بعث الإمام سعود بن عبدالعزيز ابنه عبد الله أن يسير إلى قتالهم وأمره أن ينزل دون المدينة المنورة، فاجتمعت عساكر الحجاز على عثمان بن عبد الرحمن المضايفي وأهل بيشة وقحطان فنزلوا بالجديدة، فاختار عبد الله ابن الإمام سعود بن عبدالعزيز القدوم عليهم والاجتماع بهم وذلك أن قوات طوسون باشا لا زالت في ينبع، فاجتمعوا في خيف وادي الصفراء وحفروا في مضيقه خندقاً وعبأوا الجيش فيه، فصار في الخندق أهل نجد بقيادة عبد الله ابن الإمام سعود بن عبدالعزيز، وفي الجبل فوق الخندق عثمان بن عبدالرحمن المضايفي ومن معه من أهل الحجاز.

كما روى عبد الرحمن الجبرتي المؤرخ المصري في تاريخه ما يلي:

“أنه عندما وصلت قوات طوسون باشا نصبت خيامها بالصفراء قرب الجبال، وأرزت خيولهم فأخذوا يرمون من في الوادي بالقبوس وتقدموا فأخذوا يحاربون عن المتراس الأول حتى أخذوه، ومن بعده سقط الثاني ودخلوا لعمق الوادي، عندها تقدم عثمان بن عبد الرحمن المضايفي بأهل الحجاز ومن معه من فوق الخندق ورموهم، فمالت بعض قوات طوسون باشا للجانب الأيمن من الجبل فكسرتهم القوات المرابطة فيه، فتراجعت قوات طوسون باشا للأسفل والحرب لا تزال قائمة فيه فانهزموا، عندها اندفعت قوات عبد الله ابن الإمام سعود وراءهم بالوادي وأوقعت فيهم خسائر فادحة في اليوم الثالث والأخير للمعركة”.

أسباب معركة وادي الصفراء

بعد أن تناولنا أحداث معركة وادي الصفراء وجب أن نبين للقارئ، أسباب تلك المعركة الخالدة في التاريخ السعودي، والأسباب المؤدية لتلك المعركة كثيرة وانقسمت لعدة أسباب أبرزها ما يلي:

الأسباب الدينية

واحد من أبرز أسباب معركة وادي الصفراء هي الأسباب الدينية، والتي تمثلت حينها بتوسع وانتشار دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب المعروفة تاريخيًا بالحركة الوهابية، حيث استطاعت خلال فترة ليست بالطويلة أن تصل إلى مسامع الدول العثمانية، بعدما وصلت الدعوة إلى مكة وأشرافها حيث طلب أشراف مكة من الواهبين، بإرسال فقيها عنهم ليتواصل مع علماء مكة، وبعد تعيين الشريف غالب حالكم على منطقة الحجاز رفض أن يؤدي أهل نجد مناسك الحج وقابل طلبهم بالرفض، وذلك بعد فشل المفاوضات بين الوهابيين والأشراف، ليقوم الإمام سعود بن عبد العزيز بطلب إعادة المحمل المشيع بالطبل والمزامير؛ لمخالفته مقاصد الحج وهذا ما أزعج السلطان العثماني حينها فأمر بإرسال قوات عسكرية للسعودية.

الأسباب الاقتصادية

من ضمن الأسباب البارزة لمعركة وادي الصفراء هي الأسباب الاقتصادية، حيث حينها تولى قيادة ولاية مصر محمد علي باشا الكبير والذي قام بتأسيس أول جيش نظامي بمصر، مما دفع الجنود الأتراك بإحداث شغب داخل الدولة، مما دفع محمد علي بفرض ضرائب على العيان من أجل دفع رواتب الجنود الأتراك لمحاولة دفعهم للخروج من مصر، وأثناء تلك الفترة كانت تمر مصر بظروف عصيبة وكانت السعودية في أبهى عصورها الاقتصادية، وكانت المملكة مطمعاً للجميع فميناء جدة التجاري كان بوابة الدخول لمنطقة شبه الجزيرة العربية، وكانت السعودية تحصل الكثير من الضرائب على مناسك الحج بالإضافة إلى العديد من الموارد الاقتصادية الأخرى، مما دفع القوات العثمانية لولاية مصر محاولة السيطرة على تلك الموارد المالية والاقتصادية.

الأسباب السياسية

نظرًا للنظرة التوسيعية للدولة السعودية والتي كانت في أوج توسعها، حيث قامت الدولة بتوحيد ولاياتها وسيطرة على مناطق الحجاز وسحبها من يد القوات العثمانية المسيطرة عليها، مما دفع القوات العثمانية لمحاولة استرداد سيطرتها على كامل الأراضي التي نزعت من يديها، هذا بالإضافة إلى محاولة الدولة العثمانية السيطرة على المملكة العربية السعودية، مما دفع محمد علي لفرض نفوذه والتوسع من أجل السيطرة على السعودية.

نتائج معركة وادي الصفراء

كان لمعركة وادي الصفراء العديد من نتائج وأبرز تلك النتائج ما يلي:

  • من أبرز النتائج انتصار القوات السعودية بقيادة الأمير عبدالله بن سعود.
  • دحر وتراجع القوات العثمانية بقيادة طوسون باشا وهروبهم عبر الساحل إلى سفنهم.
  • إلحاق خسائر فادحة بجنود وقوات الجيش العثماني حيث قُتل قرابة، خمسة آلاف جندي عثماني مقابل ستمائة من الجيش السعودي.
  • استشهد كلٌ من (هادي بن قرملة القحطاني، ومقرن بن حسن بن مشاري بن سعود).

كم يوم استمرت معركة وادي الصفراء

واحد من الأسئلة المتكررة على معركة وادي الصفراء، هو كم يوم استمرت معركة وادي الصفراء والتي تُعد من أشهر وأكبر المعارك التي خاضتها القوات السعودية الأولى، قبل معركة وادي يصل بين الطائف وتربة التي كانت م أبرز نتائجها إيذانا بنهاية الدولة العثمانية الأولى، وبلغت عدد أيام معركة وادي الصفراء ثلاثة أيام، وانتهت بملاحقة القوات السعودية لقوات طوسون باشا، والذي بدوره بدأ طوسون باشا بإغراء القبائل العربية في ينبع والمدينة بالمال من أجل القتال معه، وبالفعل استطاع أن يجمع جيش يقاتل إلى جانبه ويعيد الكرّة مرة أخرى، وتمكن من الاستيلاء على مكة المكرمة والمدينة المنورة آنذاك.

طوسون باشا واحتلال الصفراء

كما ذكرنا بعد انتصار القوات السعودية على طوسون باشا وقواته بوادي الصفراء، ظلت القوات السعودية والوهابيون في معاقلهم لم يقوموا بمهاجمة طوسون باشا بمدينة ينبع، وعكفوا على بتحصين المدينة، وانتهز طوسون باشا هذه الغفلة وظل مرابطًا في انتظار المدد من مصر، ومعها بدأ باستمالة القبائل الضاربة بين ينبع والمدينة بالمال والهدايا، وقد نجح طوسون في خطته تلك، كما أرسل محمد علي باشا صناديق الأموال والكسوة لتوزيعها على القبائل، مما مهدت له السبيل للاستيلاء على المدينة ومكة، ثم تلقى طوسون باشا المدد، فتحرك نحو المدينة، وانضمت إليه القبائل من عرب جهينة وحرب، واحتل الصفراء بدون مقاومة بفضل مؤازرة ودعم العرب الموالين له.

وبنهاية مقال أحداث معركة وادي الصفراء والذي ذكرنا موقع وادي الصفراء، ثم تطرقنا لذكر أحداث معركة وادي الصفراء، ونتائج المعركة وأسبابها وكذلك خطة المعركة، ثم تحدثنا عن عدد أيام المعركة وبالنهاية ذكرنا احتلال طوسون باشا للصفراء.

قوقل نيوز

تابعنا الأن

هل لديك ملاحظة حول المقال؟
إغلاق