من هو كاتب كلمات النشيد الوطني السعودي

من هو كاتب كلمات النشيد الوطني السعودي ؟ ذلك النشيد الذي يُعدّ واحدًا من الرّموز الفخريّة الوطنيّة في المملكة العربية السعودية، حيث يتمّ الإنشاد في هذا النشيد في كلّ المناسبات الوطنيّة والأعياد، وفي المدارس والدوائر الحكوميّة، وحتّى في الأحداث الرّياضيّة والسّياسيّة، وهذا النشّيد مصدر فخر واعتزاز لأبناء المملكة فهم يُلهب المشاعر الوطنيّة ويزيد حماس أبناء الشعب وحبّهم لوطنهم، سيقوم “ثمانية الإخباري” بتعريفنا بكاتب كلمات النشيد الوطني، وسيعرّفنا بكلمات النشيد السعودي.

نبذة عن النشيد الوطني السعودي

إنّ النّشيد الوطني السّعودي هو النشيد الرسمي للمملكة العربية السّعوديّة، حيث لم يكن هنالك نشيدٌ مُعتمد ومتعارف عليه في المملكة العربية السعودية، وتعود قصّة النشيد الوطني وفكرة كتابته لزيارة الملك خالد بن عبد العزيز لجمهورية مصر العربية، وأثناء استقباله الرّسمي مع الرئيس محمد أنور السّادات، أُعجب الملك خالد حينها بالنّشيد الوطني المصريّ، فأخبر على هامش زيارته وزير الإعلام السعودي عن استغرابه لماذا لا يُصاحب السلام الملكي السعودي نشيدًا وطنيًّا، وبالفعل قام وزير الإعلام اليماني بمخاطبة كبار الشّعراء في المملكة وطلب منهم أن يحقّقوا رغبى الملك خالد، ومنوّهًا أنّ النّشيد يجب أن يتوافق مع موسيقى السّلام الملكي السعودي، لكنّ الملك خالد بن عبد العزيز توفّي وانتقل إلى رحمة الله ممّا أخّر موضوع النّشيد.

من هو كاتب كلمات النشيد الوطني السعودي

إنّ كاتب كلمات النشيد الوطني السعودي هو الشّاعر المكّي إبراهيم خفاجي، حيث أنّه وعندما أبدا الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود رغبته في أن يُرافق السّلام الملكي السعودي نشيدًا وطنيًّا، قام الأمير عبد الله الفيصل باقتراح اسم الشّاعر إبراهيم خفاجي على القيادة ليتولّى هذه المهمّة الكبيرة، وذلك لمعرفته بإمكانيّات خفاجي الشّعريّة الكبيرة، وصدف حينذاك أنّ خفاجي كان في إجازة في القاهرة، وبالفعل تمّ إسناد هذه المهمّة له، لكنّه أثناء تجهيزه لها توفّي الملك خالد رحمه الله، وذلك في العام 1402 هـ لتتأخّر تنفيذ الفكرة، وليعود الملك فهد ليأمر بتنفيذ هذه الفكرة، على أن لا يحوي النشيد اسم الملك وألا تخرج كلماته عن الدين والعادات والتقاليد، ليقوم خفاجي بكتابة النّشيد في ستّة أشهر، والذي عندما سمعه الملك فهد بن عبد العزيز أُعجب به، وأمر بتوزيع نُسخٍ منه على سفارات المملكة، ليكون يوم الجمعة أوّل أيّام عيد الفطر عام 1404هـ /1984م يوم ميلاد النشيد الوطني السعودي، ولتقوم الإذاعة والتّلفزيون في المملكة ببثّه وإذاعته، ليسمعه أبناء الوطن السعودي، وصدر تعميم من وزارة التربية والتعليم ليكون النشيد الوطني ضمن فعاليات الاصطفاف الصباحي في المدارس بمختلف المراحل التّعليميّة.[1]

من هو إبراهيم خفاجي كاتب النشيد الوطني السعودي

إبراهيم حسين خفاجي كاتب النشيد الوطني السعودي وُلد في جازان في المملكة العربية السعودية بمحافظة الظبية، في العام 1345 هـ، ظهرت موهبته الشّعريّة في فترةٍ مُبكّرة من حياته، درس في مدارس الفلاح بمكّة، وتخرّج من مدرسة اللاسلكي عام 1945م، ثمّ انتقل للقاهرة ليحصل على دبلوم في إدارة الأعمال والإدارة الماليّة، ليشغل منصب مدير الإدارة المالية بوزارة الزراعة لشئون المياه في الرياض، ثمّ عاد لمكّة ليصبح مفتّشًا مركزيًّا لوزارة الزّراعة والمياه بالمنطقة الغربيّة، يُعدّ خفاجي من شعراء السّعوديّة المُعاصرين، وهو من روّاد الشّعر الشعبي والغنائي في السعودية، وعُرف بتنظيمه لقصائد كثيرة مُرتبطة بالبيئة الثّقافيّة السعودية، والتي تستمدّ كلماتها من الألوان الشعبية المتنوّعة، لُقّب بجواهرجي المملكة، استغرق منه كتابة النشيد الوطني السعودي حوالي ستّة أشهر، بعد أن وقع الاختيار عليه ليقوم بهذه المهمّة الكبيرة، امتاز شعره بالمفردة الحجازيّة الدارجة، وقد غنّى شعره الكثير من المطربين.[2]

جوائز نالها كاتب النشيد الوطني السعودي

حصد كاتب كلمات النشي السعودي إبراهيم خفاجي الكثير من الجوائز، وتمّ تكريمه في الكثير من المرّات، ومن تلك الجوائز والتّكريمات:[2]

• نال إبراهيم خفاجي ميدالية الاستحقاق من الدرجة الأولى، مع البراءة الخاصّة بها في عام 1405هـ، من الملك فهد بن عبد العزيز، وذلك لجهوده المبذولة في وضع كلمات النشيد الوطني للمملكة.
• تمّ تكريمه من جامعة أمّ القرى لنجاحه في وضع كلمات أوبريت عرائس المملكة وذلك في 1416هـ.
• تمّ تكريمه من جمعية الثقافة والفنون بجدّة  لعطاءاته المتميّزة في عالم الأغنية السعودية في عام 1420هـ.
• حصل على جائزة هيئة الإذاعة البريطانيّة بي بي سي، وذلك بفوز قصيدته أغنية أشقر وشعره ذهب كأفضل أغنية في السبعينيّات.
• حصل في عام 1433هـ على وسام الملك عبد العزيز من الدّرجة الأولى.
• تمّ تكريمه من طرف النّادي الأدبي في مكّة المكرّمة في عام 1431هـ.

كلمات النشيد الوطني السعودي وتطورها عبر الزمن

تطوّرت كلمات النشيد الوطني السعودي عبر الزّمن، فلم يكن منذ بدايته كما هو معروفٌ الآن، وفيما يأتي مراحل تطور كلمات النشيد الوطني السعود عبر الزمن:[1]

• فقد كان في عهد الملك عبد العزيز من كتابة الشاعر السعودي محمد طلعت وكلماته هي:

يعيش ملكنا الحبيب

أرواحنا فداه حامي الحرم

هيا اهتفوا عاش الملك

هيا ارفعوا راية الوطن

اهتفوا ورددوا النشيد

يعيش الملك

• ثمّ تبدّل النشيد الوطني السّعودي في عهد الملك سعود بن عبد العزيز آل سعودي لتصبح كلماته:

العُلَى لِمَن؟ يابَني الوَطَن

تَوءَا خُلودْ نحنُ والزَّمنْ

سائِلوا الجُدودْ سائِلوا الحِقَبْ

يَهتُفوا سُعودْ عاهِلَ العَرَبْ

لِصاحِبِ الجَلاَلةِ العَظِيمْ لِقائدِ العُروبَةِ الحَكيمْ

أَرْوَاحُنَا فِدى، شِعارُنا الهُدى،

السِّلمِ في الرِّدى، لِلتَّاجِ لِلْوَطن

كَوكَبٌ في السَماءْ عرشُه من إِباءْ

تاجُه دُرَّةُ الأوْفياء مَجْدُهُ شُعْلَةٌ من ضِيَاءْ

عاشَ المَلِكْ، عاشَ الوَطَنْ

شبابُنا الهُمامُ يَقْتَدي بِرائِدِ الجِهادِ يَهْتَدي

سُعودِةِ الأبْي، وجيشِ يَعْرُبِ

يَحوطُهُ النبَّيْ يُبَارِكُ الوَطَنْ

عاشَ المَلِكْ، عاشَ الوَطَنْ

• وفي وقتنا الحالي فإنّ كلمات النشيد الوطني السعودي من تأليف الشّاعر المكّي إبراهيم خفاجي، والذي كتبها في عهد الملك فهد بن عبد العزيز، وكلمات النشيد الحالي هي:

سَارِعِي لِلْمَجْدِ وَالْعَلْيَاء

مَجِّدِي لِخَالِقِ السَّمَاء

وَارْفَعِ الخَفَّاقَ أَخْضَرْ

يَحْمِلُ النُّورَ الْمُسَطَّرْ

رَدّدِي اللهُ أكْبَر
يَا مَوْطِنِي

مَوْطِنِي عِشْتَ فَخْرَ الْمُسلِمِين

عَاشَ الْمَلِكْ: لِلْعَلَمْ وَالْوَطَنْ

وبهذا نصل لنهاية المقال الشي أجبنا فيه على سؤال من هو كاتب كلمات النشيد الوطني السعودي وتمّ فيه الإطّلاع على تاريخ كتابة النّشيد الوطني للمملكة، والتّعرّف على الشّاعر إبراهيم خفاجي والإنجازات التي حقّقها، وختم المقال بالتّعريف بمراحل تطوّر النشيد الوطني.