ما هو دور المواطن في المحافظة على الامن

ما هو دور المواطن في المحافظة على الامن

ما هو دور المواطن في المحافظة على الامن والاستقرار في المجتمع، اللذان يعدان من أهم شروط تطور أي مجتمع، كما أنّهما يساعدان في يتحقق الاستقرار الاقتصادي والسياسي. وفي حال فقدانهما في مجتمعٍ ما فلا بدّ من انتشار الفوضى والظلم، وسيحلُ الفساد وتكثر الجرائم أيضا. ويصبح الناس غير قادرين على ممارسة حياتهم الطّبيعيّة أو الحصول على أبسط حقوقهم. ومن خلال “ثمانية الإخباري” سنتعرف علىما هو دور المواطن في المحافظة على الامن، والثّمار التّي تُجنى من تعاون المواطن مع أجهزة الأمن.

ما هو الأمن

الأمن ركيزة أساسيّة من ركائز بناء الأمة وهو المصدر الأول لبقائها وتطورها، فالمحافظة على الأمن تعني المحافظة على الكينونة، والهوية، وسيادة القانون. ويُعرَّف الأمن على أنّه شعور الفرد بالسكينة والاستقرار من ناحية المسكن، والدخل، والتوجه الديني، والفكري. كما أنه يعني الأمن شعور الفرد بأهميته في المجتمع.[1]

أنواع الأمن

الأمن هو التّحرر من أي قوى خارجية، وهو توفير ظروف مناسبة تكفل حياة مستقرة وآمنة للفرد والمجتمع، ويوجد أنواع متعددة للأمن وتتجدد بشكلٍ مستمرٍ حسب الحاجة الاجتماعيّة أو الاقتصادية والتّغيرات التّي تتبعها في المجتمع ومنها ما يلي:

  • الأمن الاجتماعي: هو قدرة الدولة في الحفاظ على اللغة والتّراث والثّقافة، وحماية المجتمع من الفساد والأخطار التّي تأتي من الخارج وقد تسبب ضررًا له، كما يحقق الأمن الاجتماعي للفرد الانتماء للبلد والمجتمع، فهو يتميّز بالاستمرارية والاستقرار.
  • الأمن البيئيّ: هو المحافظة على البيئة بما فيها من ماء وبر وهواء من خلال منع الاعتداءات عليها، وحماية مواردها من التلوث والاستنزاف والقيام بوضع قوانين لمن يسبب أي اعتداء على البيئة ومواردها بطريقة تخدم الدولة والمجتمع.
  • الأَمن القوميّ: هو قدرة الدولة بتوفير قوة عسكرية واقتصادية على المستوى الداخلي والخارجي لها من خلال مواجهة والتهديدات والتحديّات والحرب. يتكون من ثلاث مستويات لا يتحقق إلا بتكاملها وهم المستوى الداخلي، والإقليمي، والدولي.
  • الأمن الغذائيّ: هو توفير الاحتياجات الأساسية للفرد بحيث توفيرها سواء إنتاجها محليًا أو استيرادها من الخارج، كما يتكون من أربعة عناصر مترابطة وهي الاستقرار والاستخدام والتوفر والوصول.
  • الأمن الوطني: هو تحقيق الأمن لمؤسسات الدولة الرسميّة والشعبيّة وحماية مواردها المعنوية والمادية من أي تهديد داخلي أو خارجي، وتحقيق الاستقرار بين أفرادها.
  • الأَمن الحضريّ: يشمل الأمن الاقتصادي والاجتماعي والبيئيّ والتّخطيط والتّصميم العمراني للتجمعات السكانية، وهو السلامة الأمنية لسكان المدن أو التجمع الحضريّ.

ما هو دور المواطن في المحافظة على الامن

يقع على عاتق المواطن دورٌ كبيرٌ في المحافظة على الأمن داخل المجتمع، قال تعالى في كتابه العزيز: “وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ”. فالتعاون على التقوى له أوجهٌ كثيرة لتحقيق الأمن بأشكاله سواء الأمن السياسي أو الاقتصادي أو الأمن الفكري وكلّها تجتمع معًا لتحقيق الأمن الشامل. وهذا بيانٌ صريحٌ من الله تعالى بضرورة التعاون على أوجه الخير وكل ما فيه فائدة للأفراد وللمجتمع. ومن الطرق التي يساعِد بها الفرد في حماية الأمن في مجتمعه:

تربية الأبناء على حب الوطن

من الضروري غرس مشاعر حب وتقديس الوطن في نفوس الأطفال فذلك يجعلهم يكبرون وهم يحملون مسؤولية الدفاع عن البلاد، فيبتعدون عن القيام بأي تصرّفٍ يسبب نشر الفوضى في البلاد. فالوطن هو بيت لجميع الأفراد ومن يريد أن يحافظ على بيته الصغير لا بد من المحافظة على بيته الكبير وحماية المنشآت والمباني من العبث والتدمير.

التبليغ عند رؤية أي شيءٍ مُريبٍ في مكانٍ ما

من السّهل جدًا الاتصال بالأجهزة الأمنية عند الاشتباه بحدوث أمرٍ غير طبيعي، ويجب المبادرة إلى تبليغ الجهات الأمنية وعدم الاستهتار بأية معلومة. فربما تكون معلومةً بسيطة وغير مهمةٍ في نظر الفرد بينما تكون ذات أهميةٍ كبيرةٍ وترتبط بمعلوماتٍ سابقةٍ.

التسلّح بالعِلم والدين

وذلك للزود عن الوطن ضدّ أي عاصفة تعصف بهِ. كما أنّ العِلم يجعل من الفرد قوياً. ويصبح من الصعب لأي فكرة متطرفة أن تعصف بأفكاره.

إتقان العمل

على كل فرد في المجتمع إتقان عمله، مهما كان العمل كبيرًا أو صغيرًا، وبذلك تدفع عجلة الإنتاج بقوة من أجل الحفاظ على استقرار الوطن.

التطوّع في الأعمال الخيرية والاجتماعية

من خلال الأعمال الخيريّة يزداد التّلاحم بين أفراد المجتمع معاً بشكلٍ جيدٍ والاستماع لما يُعانونه من مشاكِل. فالله تعالى جعل كل مسلمٍ في حاجة أخيه المسلم.

دور رجال الأمن في الحفاظ على الوطن

لا يسعنا أن نتحدث عن الأمن في المجتمع دون أن نتطرق بذكر دور رجال الأمن في المحافظة على هذا الأمن، وفيما يلي أبرز أدوار رجال الأمن في حفظ الأمن:

  • من أهم أدوار رجال الأمن هو الحفاظ على موارد الدولة ومؤسسات المجتمع. سواء الموارد الطبيعيّة أو الموارد البشريّة التي صنعها الإنسان منها الآثار السياحية، التي تعدّ من أهم المرافق لضمان الأمن الاقتصادي.
  • لرجال الأمن دورٌ مهمٌ في حفظ الأمن، وحماية الوطن والمواطنين من أيّ شرٍ أو خطرٍ يهددهم. كما ويعمل رجال الأمن على حل الخلافات والنزاعات بين المواطنين مع تحقيق العدالة لتعم المساواة، ويخلو المجتمع من التنافر أو النزاع.
  • يعمل رجال الأمن على تطبيق القوانين الرادعة، وتتبع ومراقبة الأشخاص المشتبه بهم، الذين قد يكونون خطرًا على المجتمع أو المواطنين. ويضعوا لهم حدودًا لا يتجاوزها أحد.
  • يعمل على حفظ النظام في البلد وعدم الفوضى، ويتأكد من التعامل مع الأمور أفضل ما يكون. لأن وجود الفوضى يجلب المخاطر للفرد والمجتمع معا، مثل السرقة أو النهب أو النصب أو القتل وغيرها.
  • كما أنّ لهم دوراً هاماً في توعية المواطنين في كل القضايا المتعلقة بالوطن. ويجب حثهم على مساعدة رجال الأمن في حفظ الأمن والسلام في المجتمع. ودعم الوطن ليصبح كل مواطن رجل أمن في موقعه.

دور الأسرة والمدرسة في حفظ الأمن

للأسرة والمدرسة دور هام في توعية الفرد منذ سنين عمره الأولى إزاء واجباته وحقوقه في وطنه، وفيما يلي سنذكر أبرز أدوار لهما في هذه التوعيّة:[1]

تعليمه الأساليب السلمية للمطالبة بحقوقه وواجباته

من المهم جدًا تعليم الطفل الطريقة الصحيحة للمطالبة بحقه، بالإضافة إلى أداء واجباته على أتمّ وجه. فلو أدى كل إنسان واجبه على أكمل وجه من أصغر فرد في الدولة إلى أكبر فرد فمن المؤكد أنّه ستغلق كافة المنافذ التي قد يتسلل منها عدم الاستقرار، وانعدام.

توعية الطفل على احترام آراء الآخرين

مهما كانوا مختلفين معه، فاختلاف الآراء ليس مدعاة للتناحر، وإنما الاندماج الأفكار. إذ تكمن الخطورة في تحول اختلاف الرأي هذا إلى فوضى وعدم استقرار.

تثبيت الأخلاق الحميدة لدى الطفل

وتعتبر ركيزة رئيسية لحفظ الأمن في الوطن الكبير، فكلما سما المواطنين بأخلاقهم، كلما ترفعوا عن إثارة النعرات، والقلاقل، في المجتمع.

رفع قيمة المواطنة لدى الطفل

حيث يساعد ذلك على جعل الوطن أولى الأولويات، ومن صار الوطن في قلبه هو الأولوية، حافظ عليه بكل ما أوتي من قوة، وخاف عليه من تفشي حالة الفوضى التي تعمل على تدمير موارده.

تثبيت قيم الدين الصحيحة لدى الطفل

إنّ إنشاء جيلًا متدنيًا يرى الدين على أنه تطبيق عملي للمبادئ الإنسانية، يعمل على التّقليل من نسبة الأشخاص الذين يرون في الدين اضطهاداً للآخر.

دور العلماء والمفكرين في المحافظة على الامن

تحقيق الأمن في المجتمع لا يعتمد على فردٍ دون الآخر، حيث لأنّ عملية حفظ الأمن هي عملية تشاركيّة بين أبناء الوطن بما فيهم العلماء والمفكرون، ويتمثل دورهم في المحافظة على الأمن من خلال النقاط التّاليّة:

  • إقامة ندوات ومؤتمرات توعوية تساعد في تشكيل فكر صحيح لدى الشباب.
  • نشر أفكار إيجابية وزرع قيم صحيحة تساعد الأفراد على الاتجاه نحو الإعمار والبناء.
  • اكتشافات العلماء الذين تعتبرهم الدّولة سلاح متقدم وحديث يتم الاستفادة منه على مر السنين.
  • التقدم والرقيّ في المجتمع لأنهم ذو تفكير منطقي فنستطيع من خلال ذكائهم التوصل لآراء صائبة تجاه القضايا المهمة في المجتمع.
  • التوجيهات السليمة للأفراد ومساعدتهم في الابتعاد عن الأفكار المتطرفة.
  • التحذير من الانضمام لأي جماعة قد تدعي بأنّها إسلاميّة والتي قد تكون سامة وتزرع في الفرد أفكار شاذّة.
  • القيام بوضع خطط قصيرة المدى لمواجهة العنف والإرهاب والتخلص منهما.
  • القيام بتنمية عقول الشباب والتخلص من مشكلة البطالة.

نتائج تعاون المواطن مع أجهزة الأمن

ينتج عن تعاون المواطن مع رجال الأمن ومساعدتهم آثارا إيجابيةً على المجتمع ككل. ومن أهم هذه الآثار:

  • نصرة المظلوم وردع الظالم، حيث إنّ مساعدة رجال الأمن تُساعدهم على تحقيق العدل.
  • توطيد أواصر العلاقات بين الأجهزة الأمنية والمواطنين وكسر الحاجز بينهما.
  • الحدّ من انتشار الفساد والجريمة، ممّا يؤدّي إلى تحقيق الأمن الشامل.
  • المساهمة في تحسين أداء الأجهزة الأمنية وتغيّر أساليب عملهم للأفضل.
  • استثمار كافة الطاقات البشرية الخاملة وتحويلها إلى قوة عاملة.

وفي الختام نأمل أنْ نكون قد وفقنا في اختيار المعلومات عن ما هو دور المواطن في المحافظة على الامن كل مواطن حسب موقعه في المجتمع، سواء أكان من العلماء والمفكرين أو من رجال الأمن أو مواطن عادي في المجتمع. ولم نغفل عن دور كلٍ من الأسرة والمدرسة في ترسيخ مفهوم الأمن لدى الأبناء.

قوقل نيوز

تابعنا الأن

هل لديك ملاحظة حول المقال؟
إغلاق